المجلة | حــديث |عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه

/ﻪـ 

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء المقتول يوم القيامة ، ناصيته ورأسه بيده ، وأوداجه تشخب دماً ، يقول : يا رب، سل هذا : فيم قتلني؟. رواه الترمذي.
يعد القتل من أكبر الكبائر عند الله، ولقد جعل الله سبحانه جزاء قتل النفس المؤمنة عمداً الخلود في النار ، وغضب الجبار ولعنته ، وإعداد العذاب العظيم له، ولما كانت جريمة القتل من أبشع الجرائم على الإطلاق قال الله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} . (المائدة : 32) كيف لا والله سبحانه جعل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . فإذا أتلف القاتل من هذا الجسد عضواً فكأنما أتلف سائر الجسد ، وآلم جميع أعضائه ، فمن آذى مؤمناً واحداً فكأنما آذى جميع المؤمنين . وفي أذى جميع المؤمنين أذى جميع الناس ، فإن الله يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين بينهم. وفي جامع الترمذي: عن نافع قال (نظر عبدالله بن عمر يوماً إلى الكعبة. فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمنون عند الله أعظم حرمة منك). وفي الصحيحين عن أبي هريرة برفعه: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر وفيهما أيضا عنه صلى الله عليه و سلم: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض). فكل هذه الأحاديث تشدد النكير على قتل المسلم وقتاله، بل وعلى مجرد سبابه، لتجعل من المسلم محصنا أشد تحصين، ولتجعل من الدولة الإسلامية دولة أمن وأمان لمن يستظل بظلها، ليس للمسلمين فقط بل لغير المسلمين أيضا، ففي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً). هذه عقوبة قاتل عدو الله إذا كان في عهده وأمانه ، فكيف عقوبة قاتل عبده المؤمن؟ وإذا كانت امرأة قد دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً وعطشاً، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها، فكيف عقوبة من حبس مؤمناً حتى مات بغير حرم؟ وفي بعض السنن عنه صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق). فيا له من دين عظيم.

المزيد